شاقة ومربحة جداً.. مصائد النحل في جبل “أحد ثربان” بين “المُغلقة” و”العين الحارّة”
وفي مركز “أحد ثربان” الواقع غرب محافظة “المجاردة”؛خلايا نحل خشبية “عيدان” تعود لعشرات السنين، وضعت في أعالي الجبال وفي مواقع وعرة جداً لاستقطاب جموع النحل المهاجرة من مواقع مختلفة أو تلك المغادرة من المناحل المنزلية والتي يطلق عليها محلياً “الفرعان”.
وأكّد أحد سكان أحد ثربان موسى الشهري، أن معظم تلك المناحل تعود لفترات زمنية قديمة، وبعضها لا يُعرف متى وضعتْ ولا كيف تمّ الوصول إلى تلك الأماكن الوعرة، لكنهم يشيرون إلى أن الهدف من وضعها هو جلب جموع النحل المهاجرة التي تفضل ـبفطرتها- الأماكن المحصنة في الجبال والكهوف الصغيرة، إضافة إلى حماية “العيدان” من التلف أو الاعتداء من الحيوانات أو السرقة.
وأوضح “الشهري”، أن هذه المناحل كانت تعد من أبرز الموارد الاقتصادية للأهالي، فقد تُباع كمية قليلة من العسل المستخلص منها بأثمانٍ غالية في تلك الأزمان، نظراً لجودة العسل العالية وندرته.
و”أحد ثربان” من المواقع السياحية والزراعية الجاذبة حيث يتميّز بالأراضي الزراعية والرعوية الخصبة التي يسقيها “وادي يبه” و”وادي الأحسر”، واشتهر المركز بوجود “العين الحارة” التي يشير الباحث بلقاسم الربيع في كتابه “المعالم التاريخية والسياحية في المجاردة” إلى أن هذه العين تقع غرب محافظة المجاردة بمسافة تقدر بنحو 45 كيلو متراً، وتبعد عن “أحد ثربان” جنوباً بنحو 8 كم والطريق الموصل إليها معبد وهي عبارة عن عين فوارة بحرارة مرتفعة ذات مادة كبريتية يرتادها الزوّار من جميع أنحاء المملكة وأبناء دول الخليج.
وقامت بلدية “المجاردة” بتحسين مكونات العين والبيئة المحيطة بها، إضافة إلى نصب مجموعة كبيرة من المظلات لخدمة المتنزهين.
ومن أبرز ما يلفت أنظار الزائرين لجبل “أحد ثربان” المباني الحجرية الصغيرة التي تعلو الصخور النارية المساء الضخمة والمنتشرة في أعالي الجبل، ، إلى أنها تسمّى محلياً “المغلقة” وقد شيدت قديماً لحفظ الحبوب بعد حصادها من المزارع، حيث يسهم المكان المرتفع والأرضية الصلبة التي تمثلها الصخور النارية في حفظ الذرة أو الشعير أو السمسم وجميع الأنواع الأخرى من التلف لأول مدة ممكنة.
وتأخذ هذه المباني شكل المنزل الحجري وتحتوي على باب صغير يغلق عندما تمتلئ بالحبوب بشكل محكم وعادة لا تحتوي على نوافذ لضمان عدم تسرُّب الرطوبة إلى داخلها.
وعلى الرغم من انقراض كثيرٍ من الأشجار المعمرة التي كانت لها استعمالات طبية وغذائية متنوعة؛ إلا أن “أحد ثربان” ما زالت تضم عديداً من الأشجار النادرة مثل شجرة “المُر” التي كانت قديماً من أهم مصادر علاج الجروح، ويبلغ معدّل ارتفاع الشجرة ثلاثة أمتار، ولها أغصان شائكة؛ حيث تستخرج مادة “المر” من السيقان من خلال جرح الساق، فتخرج منه هذه العصارة المعروفة بالمر.
ويُعد مركز” أحد ثربان” الحد الفاصل لمنطقة عسير مع حدود منطقة مكة المكرّمة في جانبه الشمالي الغربي، ويرتبط بالمحافظة عبر طريق عام مسفلت بطول 55 كم تقريباً ويحدّه من الشمال مركز حرب ومركز بني عيسى التابعين لمحافظة القنفذة ومن الجنوب مركز جمعة ربيعة، ومن شرق مركز ثربان، ومن الغرب مركز جمعة ربيعة والحدود الإدارية لمنطقة مكة المكرّمة.
ويوجد بمركز “أحد ثربان” سوق شعبية تقام يوم الأحد من كل أسبوع سُمي المركز باسمها ويتبعه عديدٌ من القرى والتجمعات السكانية.