“كومان” نجم النصر الجديد .. حين تلتقي كرة القدم بالموسيقى والعمل الخيري
في أحد أحياء باريس المليئة بالحياة، كان طفل صغير يركض خلف كرة لا تفارق قدميه ، لم يكن يعرف حينها أن اسمه سيُكتب لاحقًا في سجلات أعظم الأندية الأوروبية.
كان ذلك الطفل هو كينجسلي كومان ، المولود عام 1996 لعائلة عاشقة للرياضة ، والدته كانت رياضية سابقة، ووالده لاعبًا مثّل الجزائر دوليًا، ومنهما ورث العزيمة وحب المنافسة.
منذ السادسة، التحق كومان بأكاديمية صغيرة قرب منزله، وسرعان ما لفت الأنظار بموهبته وسرعته ، لم تمضِ سنوات حتى طرق باب أكاديمية باريس سان جيرمان ، وهناك بدأت الحكاية تأخذ منحى أكثر جدية ، ففي سن السادسة عشرة فقط، ارتدى قميص الفريق الأول، معلنًا بداية رحلة الاحتراف المبكر.
لكن القدر كان يخبئ له محطات جديدة ؛ إلى إيطاليا أولًا مع يوفنتوس، حيث تعلم الانضباط الكروي في دوري يُعرف بقسوته، ثم إلى ألمانيا مع بايرن ميونخ ، النادي الذي فتح له أبواب المجد ، في ميونخ، عاش لحظات من الانتصار وأخرى من الألم، أبرزها إصابة الكاحل عام 2018 التي هددت مسيرته ، إلا أن إصراره كان أقوى من أي عثرة، فعاد ليشارك في النهائي بعد شهور قليلة، مثبتًا أن العزيمة هي سر النجاح.
اقرا ايضا: “اتحاد كرة القدم” يعلن عن طاقم تحكيم مواجهة الهلال والأهلي
ورغم الانتصارات داخل الملاعب، ظل كومان يحمل همومًا أخرى خارجها ، كان يرى في قصص الشباب المهمّشين مرآة لطفولته، فقرر أن يمد لهم يد العون، داعمًا مبادرات إنسانية في فرنسا ، كما وجد في الموسيقى ملاذًا يوازن به ضغوط الحياة، إذ يحب العزف ويعتبره متنفسًا لا يقل أهمية عن كرة القدم.
واليوم، يبدأ كومان فصلًا جديدًا في العاصمة الرياض مع النصر ، في رحلة قد تبدو بعيدة جغرافيًا عن شوارع باريس، لكنها قريبة من قلب الحكاية: قصة فتى لم يعرف الاستسلام يومًا، ولا يزال يبحث عن كتابة سطور جديدة من المجد، داخل الملعب وخارجه.



