موسكو تستضيف المنتدى الدولي الأول حول “الثقافة والإعلام والرقمنة”
لوك بيسون: “هذه المدينة مذهلة”
دبي: ليلتي
شهد المنتدى الدولي الأول حول “الثقافة والإعلام والرقمنة”، الذي أُقيم في موسكو يومي 13 و14 نوفمبر، حضور أكثر من 5000 مشارك، من بينهم 100 متحدث محلي و28 متحدثاً دولياً متخصصين في مجالات السينما، والإعلام الجديد، والعلاقات العامة والتسويق، وتقنيات المعلومات، والرياضات الإلكترونية، وتطوير الألعاب. اجتمع ممثلون عن قطاع الإبداع، بما في ذلك مدراء وسائل الإعلام، والمخرجين، والمنتجين، من 16 دولة في هذه الفعالية الهامة.
وكان للسينما دور محوري في المنتدى، حيث تولّى المخرج الصربي الشهير أمير كوستاريكا رئاسة المنتدى الفخرية. وفي هذا السياق قال كوستاريكا: “موسكو ليست مجرد مدينة – فهي تضم أكثر من 13 مليون شخص، أي ما يعادل ضعف عدد سكان صربيا. الطاقة هنا مذهلة. الناس يعبّرون عن مشاعرهم ومخاوفهم بصدق، وأعتقد أن نبض المدينة يكمن في التواصل الحي بين سكانها.”
وشارك في البرنامج مخرجون بارزون مثل أوليفر ستون (الولايات المتحدة) ولوك بيسون (فرنسا)، إلى جانب نقاد السينما ومدراء منصات البث الروسية الرائدة ومختصين دوليين في الإعلام، لمناقشة مستقبل السينما ودورها المتطور في المجالات الإبداعية.
وخلال مشاركته قال لوك بيسون: “في كل بلد هناك شيء استثنائي. من المهم أن يحافظ الناس على التواصل عبر الفن. فقد صنع تاركوفسكي أفلاماً ساحرة – عرضت مؤخراً فيلم “Stalker” لابني، وكان مفتوناً به. هذه هي روعة السينما – تتيح لنا الحفاظ على الروابط بغض النظر عما يجري في العالم. عندما أصنع أفلاماً، أستلهم من كل مكان. لقد صوّرت فيلماً في موسكو لمدة أسبوع، إنها مدينة ذات جمال مذهل! لقاء الروس كان متعة حقيقية بالنسبة لي.”
أبرز فعاليات المنتدى
تضمّن برنامج المنتدى خمس محاور رئيسية: السينما والإعلام الجديد، والذكاء الاصطناعي كشريك في الإبداع، ,الفضاءات الافتراضية، ألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية، ومنصات التواصل الجديدة، والاقتصاد الرقمي للمجالات الإبداعية. وخلال 31 جلسة، تعاون الخبراء العالميون والمحليون على صياغة مستقبل المجالات الإبداعية ووضع أسس شراكات دولية فعالة لإنتاج وتوزيع المحتوى.
كما استضاف المنتدى رواد محليين ودوليين في المجالات الإبداعية. من بين أبرز المشاركين، تيناتين كانديلاكي، نائب المدير العام لمجموعة “غازبروم ميديا”، وكيريل ديدنوك، مؤسس وكالة الاتصالات “ديدينوك تيم”، وروبرتو بانشفيدزي، مبرمج ومدير وسيلة إعلام ورائد أعمال، وغافرييل غوردييف، المنتج العام في “أوكو”. ومن الضيوف الدوليين، أمير رضا، مدير برنامج تحليل الأفلام في التلفزيون الإيراني، وكونغ سايون، الرئيس التنفيذي لشركة “بيزميتا”، وليانغ دو، منتج وموزع ومخرج من الصين، وسباستيان كوت، المدير التنفيذي لاستوديو “إكوي” والمتخصص في الثقافة الرقمية.
محاور النقاش الرئيسية
في اليوم الأول، تضمنت جلسة ” الاتصال / التواصل من أجل المستقبل”، التي ترأسها أمير كوستاريكا (صربيا) وأوليفر ستون (الولايات المتحدة)، نقاشات حول كيفية تعزيز نظم الاتصال الحديثة والإعلام الناشئ للحوار البناء بين مختلف الجماعات. كما قدم المشاركون استراتيجيات لإطلاق الإمكانيات الكامنة للمجالات الإبداعية والإعلام الجديد.
وقال أوليفر ستون: “السينما هي فن إعادة سرد القصص بينما لاكتشاف معاني جديدة بداخلها. ونحن لا نمل أبداً من سماع القصة ذاتها لأن السينما تبرزها بأسلوب جديد.”
وتناولت النقاشات أيضاً تأثير وسائل التواصل الحديثة على الاتجاهات الثقافية والسياسية والاجتماعية العالمية، مع التركيز على ضمان الشفافية والمصداقية في ظل صعود تقنيات الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل.
في اليوم الثاني، شاركت شخصيات بارزة في جلسة عامة بعنوان “مشهد الإعلام المستقبلي: رؤى وتحديات جديدة”، حيث استعرض رواد القطاع تطور النظام الإعلامي. وناقش دميتري باشوتين، رئيس التخطيط الاستراتيجي في المجموعة الوطنية للإعلام، التلفزيون والمجالات الإبداعية الروسية، بينما تناول سباستيان كوت دور الرقمنة في تشكيل الإعلام الحديث.
آفاق جديدة للمجالات الإبداعية
استعرض المنتدى مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك اقتصاديات الإعلام الجديد، والتفاعل بين السينما والمنصات الناشئة، وتوجهات الاتصال، ودور صناعة الألعاب في تشكيل المشهد الإعلامي الجديد، وتأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على المجالات الإبداعية. كما ناقش الخبراء سبل الحفاظ على رأس المال البشري وتطويره في هذا القطاع.
عُقد المنتدى في موقع “تاو” داخل استوديوهات “موسفيلم”، مما شكّل بداية فصل جديد للفعاليات الكبرى في موسكو.