منوعات

“وريث” مبادرة تُحيي التراث وتعزز الهوية الوطنية بأساليب مبتكرة

في ظل التحولات المتسارعة والتوسع في المناشط الثقافية، برز فريق “وريث” كمبادرة تُعيد ربط الأجيال بماضيها، وتسعى إلى إحياء العادات والتقاليد بأساليب حديثة تتماشى مع اهتمامات الشباب، بهدف تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الانتماء.

تأسس الفريق انطلاقًا من ملاحظة وجود فجوة بين الجيل الشاب وجيل الأجداد، حيث أصبح بعض الشباب أكثر دراية بالثقافات الأجنبية مقارنة بتراثهم الوطني.

مؤسسة وقائدة الفريق “شموخ التميمي” بقولها: لاحظنا أن نسبة كبيرة من الشباب تجهل الكنوز التراثية التي تزخر بها المملكة، ولا تعرف أصل العادات والتقاليد وأهميتها، لذا قررنا إطلاق “وريث” لسد هذه الفجوة وتعزيز التراث السعودي من خلال مبادرات مبتكرة.

قيم “وريث”

يرتكز “وريث” على أربعة قيم رئيسة تشكل جوهر عمله، وهي الانتماء الوطني عبر تعزيز الفخر بالتراث والتاريخ العريق والاستدامة الثقافية، وضمان انتقال الموروث للأجيال القادمة عبر التوثيق والتعليم والمشاركة المجتمعية، إضافة إلى تحفيز المجتمع على المشاركة في حفظ التراث من خلال مبادرات تطوعية والإبداع والابتكار، وتقديم التراث بأساليب حديثة تجذب الشباب وتعزز تفاعلهم معه.

أهمية حفظ التراث

تشير شموخ التميمي إلى أن الاهتمام بالتراث السعودي شهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة بفضل جهود الجهات الرسمية، مثل وزارة الثقافة وهيئة التراث ودارة الملك عبد العزيز. ومع ذلك، ترى أن هناك حاجة لمزيد من المبادرات التفاعلية، مثل “وريث”، لتعزيز الوعي وإيصال التراث بأسلوب أكثر عمقًا وتأثيرًا.

أبرز المشاريع

يعمل فريق “وريث” على ثلاثة برامج رئيسة شهريًا جلسة وريث ونقاشات تفاعلية حول التراث والعادات ورحلة عبر الزمان، وعرض تجارب حية تنقل المشاركين إلى أجواء الماضي وإرث وأثر، إضافة إلى إنتاج محتوى مرئي ومسموع يوثق التراث بأساليب إبداعية.

من أبرز المبادرات التي نالت التكريم، برنامج “سفراء التراث” المدعوم من صندوق دعم المبادرات التابع لمؤسسة الأميرة العنود الخيرية، ويهدف هذا البرنامج إلى تأهيل الشباب ليكونوا سفراء للتراث الوطني من خلال ورش العمل والزيارات الميدانية، مما يُكسبهم القدرة على نقل تراثهم بمهارة وإقناع.

اقرا ايضا: معالي نائب وزير الصناعة يفتتح المصنع الجديد لشركة بي سي أي العربية الأول من نوعه في المملكة والمنطقة

إشراك الشباب

وتضيف يركّز “وريث” على الشباب باعتبارهم قوة فاعلة في حفظ التراث، عبر إشراكهم في برامج تفاعلية تشمل ورش عمل وزيارات ميدانية، إضافة إلى تزويدهم بمهارات التوثيق والنقل بأساليب حديثة تتناسب مع اهتماماتهم الرقمية.

ونجح “وريث” في بناء تعاون مثمر مع جهات عدة، منها: مؤسسة الأميرة العنود الخيرية، هيئة التراث، جمعية وطن طموح، مكتبة صوفيا، وقف العطاء، ومؤسسة كوميت. هذا التعاون أسهم في دعم المبادرة وتعزيز أثرها، إلا أن الفريق يتطلع إلى دعم أكبر من المؤسسات الرسمية والثقافية لضمان استدامة الجهود.

دعم مستدام

تؤكد التميمي أن العمل التطوعي في مجال حفظ التراث بحاجة إلى دعم مستدام، سواء عبر التمويل أو التسهيلات اللوجستية أو دمج المتطوعين في المشاريع الثقافية. كما تدعو إلى توفير موارد أكبر للفرق التطوعية لتعزيز انتشار المبادرات وإيصالها إلى جميع مناطق السعودية.

ويحلم فريق “وريث” بأن يكون له تأثير واسع على الأجيال القادمة، عبر تسجيل التراث المادي وغير المادي بوسائل متعددة، مثل المقالات والصور والأفلام الوثائقية، إضافة إلى توثيق قصص الأجداد وأشعارهم بأصواتهم للحفاظ عليها للأجيال القادمة.

التخطيط للمستقبل

ويعمل الفريق حاليًا على وضع خطط استراتيجية طويلة المدى لضمان استمراريته وتوسيع أثره في جميع مناطق المملكة. تشمل هذه الخطط تطوير السياسات والإجراءات الداخلية، والتعاون مع الجهات المعنية، والعمل على مشاريع جديدة تعزز من وصول الرسالة إلى شريحة أوسع.

يفتح “وريث” أبوابه للمبدعين من مختلف التخصصات للانضمام كأعضاء فاعلين، سواء في التخطيط أو تنفيذ البرامج والمبادرات. كما يرحب الفريق بالشراكات والدعم من الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية، إيمانًا بأن الحفاظ على التراث مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى