توظيف نظارات الواقع الافتراضي لمواجهة التوتر

طوّر باحثون في جامعة «كارنيغي ميلون» الأميركية وسيلة جديدة لمساعدة الأشخاص على مواجهة التوتر النفسي، من خلال بيئات افتراضية تُحاكي الواقع.
وأوضح الباحثون أن هذه الوسيلة تعتمد على استخدام نظارات الواقع الافتراضي والمعزّز (VR/AR) لمحاكاة مواقف حياتية مُجهدة، مما يسمح للمستخدمين بممارسة استراتيجيات تخفيف التوتر في أجواء قريبة جداً من الواقع.
ومن المقرر عرض النتائج في مؤتمر (ACM/CHI) الدولي الرائد في مجال التفاعل بين الإنسان والحاسوب، الذي يُعقد بين 26 أبريل (نيسان) و1 مايو (أيار) 2025، في يوكوهاما باليابان.
ويُعدّ التوتر النفسي استجابة طبيعية للجسم تجاه الضغوط أو التحديات الخارجية، مثل العمل والعلاقات الشخصية، إلا أن استمراره لفترات طويلة من دون إدارة فعالة قد يؤثر سلباً في الصحة الجسدية والعقلية.
وتختلف طرق التعامل مع التوتر من شخص لآخر، وتشمل أساليب مثل الاسترخاء، والتمارين الرياضية، والدعم الاجتماعي. ومؤخراً، بدأت تظهر حلول مبتكرة لتدريب الأفراد على إدارة التوتر بفاعلية، أبرزها تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز.
وركزت الدراسة على 3 مواقف حياتية تُعد من أبرز مسبّبات التوتر اليومي، وهي: التحدث أمام الجمهور، وحضور مناسبات اجتماعية مزدحمة، ومواجهة الخلافات الشخصية. وأنشأ الفريق البحثي 24 نموذجاً أولياً لمحاكاة هذه المواقف، باستخدام نظارات الواقع الافتراضي أو المعزز، مع اختلاف درجات التفاعل؛ منها جمهور افتراضي يتفاعل مع المستخدم أو يطرح أسئلة، وآخر يظل صامتاً.
ونظارات الواقع الافتراضي والمعزز هي أجهزة تُرتدى على الرأس، وتوفر تجربة غامرة في بيئة رقمية ثلاثية الأبعاد. وتعمل من خلال عرض صور ومقاطع فيديو تُحاكي الواقع، مما يتيح للمستخدم التفاعل مع المحتوى كأنه جزء منه؛ ما يعزز فاعلية التدريب على التعامل مع المواقف الواقعية.
واستخدمت النماذج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد حوارات طبيعية مع المستخدمين، كما وفّرت لهم خيار الضغط على زر للوصول إلى تمارين تنفّس وتأمل عند الحاجة. وأفاد المشاركون في الدراسة، وعددهم 19 شخصاً، بأن التجربة كانت واقعية ومفيدة في تعزيز الوعي الذاتي، وأبدوا رغبتهم في استخدام التقنية لتعلم مهارات إدارة التوتر ذاتياً.
ومن أبرز الاقتراحات التي قدّمها المشاركون، إمكانية اختيار توقيت تلقي التوجيهات من الذكاء الاصطناعي، ونقل التجربة إلى أماكن مألوفة مثل المنزل أو الفصل الدراسي، لمحاكاة البيئات التي قد يواجهون فيها التوتر فعلياً.
وأشار الباحثون إلى أن النتائج أثبتت قابلية استخدام هذه التقنية في مواقف حقيقية، مؤكدين أن المستخدمين قادرون على نقل ما تعلّموه في البيئة الافتراضية إلى العالم الواقعي، ما يُعزز استعدادهم للتعامل مع الضغوط الحياتية.
ويعمل الفريق حالياً على تطوير نسخة أكثر تطوراً، تتضمن شخصيات افتراضية أكثر واقعية، بحركات وتعبيرات وجه ونبرات صوت تتناسب مع كل موقف، كما ستتوسع النسخة في تقديم استراتيجيات العناية الذاتية، مثل تمارين الاسترخاء، للمساعدة على التعامل مع نوبات القلق