خاص- ليلتي
رأت نورا رازيان، نائب المدير ورئيسة المعارض والبرامج في مؤسسة فن جميل، أن من الضروري، دعم المجتمعات الفنية بطرق شتى، مثل المبادرات والعروض الموسيقية والفنية والسينمائية وغيرها، وذلك باعتبارها ضرورة للحياة، ومنها معرض “على ضفاف الأرض”، الذي تنظمه فن جميل في حي جميل للفنون والإبداع بجدة، وتستمر فعالياته 6 أشهر.
وفي حوار مع مجلة “ليلتي”، تحدثت رازيان عن فكرة معرض “على ضفاف الأرض”، وسبب تسميته بهذا الاسم، فأوضحت أن فكرة اسم المعرض جاءت من أحد الأعمال المعروضة للفنانة الباكستانية حرا نبى بعنوان “كلُّ ما يفنى على ضفاف الأرض”، وهو فيديو يناقش خفايا صناعة تفكيك السفن، ويتعمق في العلاقات المخفية المعقدة بين الطبيعة والتجارة، مشيرة إلى أن مدة العرض تبلغ ستة أشهر.
التحضير للمعرض
وقالت رازيان، إن فريقا من مؤسسة فن جميل قام بالتحضير والإعداد لمعرض “على ضفاف الأرض”، وتم تقييمه فنيا من قبل لوكاس موران، وهو المعرض الأول من نوعه بالسعودية، ويضم أعمال 18 فنانا عالميا، واختار لوكاس موران مجموعة أعمال من مجموعة مقتنيات فن جميل، وأخرى بحث عنها لارتباطها بالعلاقات غير المتوقعة بين جغرافيا مناطق مختلفة والموارد والسلع التي نتجت عنها، وتأثيرها على مجتمع الفنانين وتنميتهم، وتتبع مواضيع بين البر والبحر لتحكي قصص الشعوب والمناطق على هوامش الطرق التجارية.
قصص مجتمعية
وعن أبرز المواضيع التي تتناولها الأعمال الفنية المشاركة في المعرض، أوضحت رازيان، أن الفنانين المشاركين بالمعرض يسلطون الضوء على قصص مجتمعاتهم عن طريق سرد حكايات تنقلهم بين الأنهار والقنوات، فيوثقون مرارة فقد الأراضي واختفاء الموارد.
ويصورون المنازل الملتصقة بالسواحل المتآكلة، و الرمال المستخرجة لإنشاء جزر صناعية بعيدة، وبحارة محصورين في الصحاري، ينظرون إلى الموانئ والحاويات ويستمعون إلى صوت السفن الهائلة التي تنتظر التفكيك، وتناقش مأساتهم علاقة ارتباط الاقتصاد العالمي بين حركة البضائع وحركة الأشخاص.
وتحدثت رازيان، عن أبرز الفنانين المشاركين في المعرض، والأعمال التي يشاركون بها، وقالت إن المعرض يحظى بمشاركة 18 فنانًا عالميًا يعرضون أعمالهم لأول مرة في المملكة العربية السعودية.
من بين الفنانين المشاركين أو سو يي، و إيوسو أرامبورو، و بادي دلول، و جنان العاني، و جوار سونغكويا، و حرا نبی، و دانيال جنادري، و رانجيت كاندالجاونكار، و زارينا، و ساركر بروتيك، و سيم تشي يين، و شيهوي، و طارق الغصين، و عارف الريس، و لاله روخ، و هو روي آن، و هيوا ك، و يو خين.
ومن أبرز الأعمال المشاركة بالمعرض كما تقول رازيان، لوحة الفنان اللبناني عارف الريّس “بلا عنوان (سلسلة الصحراء)”، التي تجسد مدة زمنية عاشها في المملكة العربية السعودية ما بين عامي 1981 و1989، وقضى هذه السنوات بين جدة والرياض وتبوك والمدينة المنورة، وكان الريّس فنانًا متجولًا مجتهدا غزير الإنتاج، متخصصًا في مشاريع النحت والعمارة في السعودية خلال مرحلة اكتشاف النفط، وهي فترة شهدت فيها المدن الرئيسة في المملكة مشاريع كبرى لبناء مساحات جمالية فنية عامة.
وتشير رازيان، إلى أن من بين الأعمال المشاركة أيضا، عمل الفنان البنغلاديشي ساركر بروتيك، “عن الأنهار والأراضي المفقودة (فانغون)”، حيث وثّق بروتيك على مدار 12 عامًا تآكل ضفاف دلتا نهر بادما الذي يكتظ بالسكان في بنغلاديش، كاشفًا عن التأثير العميق الذي أحدثه هذا التآكل على مجتمعاتهم المحلية، إذ احتفظ بسلسلة من الصور تحيي ذكرى هذه الأماكن المندثرة أو التي توشك أن تختفي، في خضم معالم طبيعية سريعة التغير، ويجد الفنان نفسه مسحورًا بلمحة الضوء الخافت وإحساس الغيوم الملبدة، ليلتقط صورًا للنهر وهو محفوفٌ بالغبار والضباب، إذ تمتزج السماء مع الماء والتراب لتبدو وكأنها كيان واحد موحل.
معارض فنية
وحول خطة مؤسسة فن جميل المستقبلية في إقامة المعارض، قالت إننا نخطط لإقامة معارض فنية مختلفة في مبنى فنون حي بحي جميل كل ستة أشهر، ونؤجر مساحات مختلفة لمعارض مؤقتة طوال السنة، يصممها زملاء ومتعاونون من مؤسسات ثقافية مختلفة، ويتضمن موقع حي جميل، وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي جميع التحديثات الخاصة بالمعارض المستقبلية.
تعزيز الحركة الفنية
وحول تأثير إقامة معرض على ضفاف الأرض، ومعارض فن جميل على تعزيز حركة الفن المعاصر والحوارات الفنية والثقافية في السعودية، أشارت إلى أن مؤسسة فن جميل تؤمن بأهمية دعم المجتمعات الفنية بشتى الطرق من خلال المبادرات والفعاليات وورش العمل والعروض الموسيقية والفنية والسينمائية المختلفة لتحقيق فهم ديناميكي للفنون باعتبارها أساسية للحياة ومتاحة للجميع.
وتابعت قائلة: “بالنسبة لمعرض “على ضفاف الأرض” فهو جزء من اهتمام كبير وطويل الأمد في مجتمعنا الإبداعي والمكانة الخاصة للمدن الساحلية، ومنها جدة، وذلك باعتبارها مساحات غنية للتبادل عبر التاريخ، ولقد استطاع المعرض جمع الفنانين من جميع أنحاء العالم لاستكشاف كيف صنعت طرق التجارة من وإلى مدينة جدة تراثًا ملموسًا وفريدًا من خلال الهندسة المعمارية والفن والثقافة”.
وأضافت: “تتمثل مهمتنا في حي الفنون في استكشاف الروابط بين الطبيعة والتجارة، والتي تتم عبر معارضنا وبرامجنا العامة، والدعوات المفتوحة المخصصة لبناء المعرفة حول البحر الأحمر، وآخرها معرض “على ضفاف الأرض” الذي يجمع العديد من الفنانين العالميين الذين يعرضون أعمالهم أول مرة في المملكة، ما يعزز مهمتنا في خلق مساحات للتعلم والتبادل الثقافي، والمساهمة في نسيج الفن المعاصر الغني في المملكة”.
الفنون التشكيلية
وعن تأثير الفنون التشكيلية في المملكة العربية السعودية ودول المنطقة؟ وأي الدول منهم الأكثر حضورًا وانتشارًا، أكدت نورا رازيان، أن المملكة العربية السعودية تشهد نشاطًا ثقافيًا وفنيًا متنوعًا، وتشجع على التنوع في مجال الفنون، بما في ذلك الفنون التشكيلية، يُعزى الاهتمام المتزايد بالثقافة والفن في المملكة إلى رؤية الحكومة السعودية في تعزيز الحياة الثقافية وتعزيز دور الفن في المجتمع”.
وأشارت إلى وجود اهتمام كبير بالفنون التشكيلية في دول أخرى بالمنطقة مثل الإمارات العربية المتحدة، مبينة أن لمؤسسة فن جميل مؤسستين هما: حي جميل، وهو مجمع مخصص للفنون والإبداع في جدة في المملكة العربية السعودية ومركز جميل للفنون وهو مؤسسة مبتكرة للفن المعاصر في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى مبادرات رقمية وشراكات مع مؤسسات دولية كبرى وشبكة من ممارسي الفنون في أنحاء العالم.
#نورا_رازيان #فن_جميل #على_ضفاف_الأرض
#سو_يي و #إيوسو_أرامبورو، و #بادي_دلول، و #جنان_العاني، و #جوار_سونغكويا، و #حرا_نبی، و #دانيال_جنادري، و #رانجيت_كاندالجاونكار، و #زارينا، و #ساركر_بروتيك، و #سيم_تشي_يين، و #شيهوي، و #طارق_الغصين، و #عارف_الريس، و #لاله_روخ، و #هو_روي آن، و #هيوا_ك، و #يو_خين.
