تكنولوجيا

روبوت بذراع واحدة يقدم عملا شاقا بتفريغ الشاحنات مستخدما الذكاء الاصطناعى

يظل تفريغ المقطورات الحارقة المحملة بالصناديق الثقيلة واحدا من أكثر الأعمال اللوجيستية قسوة على البشر، حيث يتسم العمل بالإرهاق والتكرار وارتفاع مخاطر الإصابة، واليوم، تتدخل الروبوتات لتخفيف هذا العبء، إذ طورت احدى الشركات روبوتا ذا ذراع واحدة يعمل بالذكاء الاصطناعى وقادرا على تفريغ الشاحنات ذاتيا ورفع صناديق يصل وزنها إلى 22 كيلوجراما ووضعها على أحزمة ناقلة، وتستخدم هذه الآلات بالفعل من قبل شركات متعددة، مما يساعد فى تقليل الجهد البدنى على العمال البشريين.

تأسست الشركة على يد خريجى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أيه جيه ماير وأريانا آيزنشتاين ودان بالوسكا، حيث تجمع الروبوتات بين الذكاء الاصطناعى التوليدى وخوارزميات التعلم الآلى وأجهزة الاستشعار وكاميرات الرؤية الآلية، ويسمح هذا الدمج للروبوتات بالتعامل مع بيئات المستودعات الجديدة منذ اليوم الأول مع تحسين أدائها بمرور الوقت، بينما يأتى عدد كبير من مكوناتها من شركاء صناعيين راسخين مثل الذراع الروبوتية الخضراء المستخدمة عادة فى خطوط تصنيع السيارات.

خطوات أولى نحو الإغاثة الروبوتية

أظهرت عمليات الاستخدام المبكرة أن الاستعانة بالروبوتات فى تفريغ المقطورات الثقيلة والمتكررة تتيح للعمال البشر التفرغ لاختناقات أخرى داخل المستودعات، ويقول بالوسكا أن البشر بارعون فى حل المشكلات الطارئة على عكس الروبوتات، وإن التخلص من العمل الشاق يسمح بالمزيد من التركيز على مهام تتطلب خبرات بشرية، بدأ التعاون بين ماير وآيزنشتاين بعد عملهما المشترك فى شركة “ليف لابس” التى ركزت على الأنظمة المدمجة للروبوتات والسيارات والأقمار الصناعية، إلى جانب مشاركتهما فى مشروع آرا من جوجل، قبل أن يقررا التخلى عن الاستشارات والتوجه نحو تطوير الروبوتات.

اقرا ايضا:5 ميزات جديدة بواتساب بعد استخدام الذكاء الاصطناعى

وبحلول عام 2018، ساعدت الشبكات العصبية والاختراقات البرمجية على تحسين قدرات الروبوتات فى التنقل والبراعة، ودرس المؤسسون قطاعات متعددة مثل الزراعة وإعداد الطعام والضيافة قبل أن يستقروا على مستودعات الخدمات اللوجستية، واضعين ساعة التوقيت فى أيديهم لقياس المدة اللازمة لكل مهمة، وكانت زيارة مستودع UPS نقطة تحول، حيث شاهدوا 15 عاملا يفرغون الشاحنات خلال نوبة ليلية شتوية، وسط معدل دوران مرتفع نتيجة الإرهاق الشديد، بحسب ما ذكر موقع interesting engineering.

تصميم الروبوتات تحت الضغط وتغيير المسار

فى بداياتها، ركزت الشركة على تصنيع روبوتات لفرز الصناديق، لكن العمل لم يتوسع وجف التمويل نتيجة ذلك، ويقول ماير إنهم واجهوا نقصا حادا فى التمويل قبل أن يغيروا مسارهم، وبعد نشر مقطع قصير على يوتيوب يظهر روبوتا سريعا قادرا على تفريغ الشاحنات، تواصل معهم مئات العملاء وعاد المستثمرون، وتم اختبار أول نظام تفريغ فى مستودع بصحراء كاليفورنيا، حيث خفف الروبوت عن العمال عناء التعامل مع حاويات تصل حرارتها إلى 130 درجة فهرنهايت فى الصيف، وامتدت عمليات النشر لاحقا إلى مراكز لوجستية أمريكية أخرى.

ويعتمد النظام على ذراع مثبتة على قاعدة متنقلة تحتوى على حوسبة مدمجة تتيح للروبوت دخول المقطورات وإعادة التموضع ذاتيا، ويدير نظام شفط خاص صناديق متفاوتة الأحجام تتراوح بين 5 بوصات و24×30 بوصة، بينما يفرغ الروبوت ما بين 400 و1500 صندوق فى الساعة حسب الحجم والوزن، وتضمن نماذج الذكاء الاصطناعى المدربة مسبقا، إضافة إلى أنظمة التحكم الأصغر، انسيابية العملية، كما تعمل الشركة على تطوير برمجيات تربط منصاتها الروبوتية، بدءا من الروبوتات البشرية وحتى الرافعات الشوكية ذاتية القيادة، لبحث كيفية تواصل الروبوتات مع بعضها خلال عمليات النقل والتحميل والتفريغ.

رؤية مستقبلية لمزيد من التوسع والابتكار

توظف شركة بيكل نحو 130 شخصا فى تشارلزتاون بولاية ماساتشوستس، حيث يتحول مكتبها الأخضر إلى طابق اختبار يحاكى بيئات المستودعات، ويعمل الفريق على زيادة إنتاج نظامه التالى، بينما يخطط لتطوير روبوت ثنائى الذراعين فى المرحلة المقبلة، وتقول آيزنشتاين إن عدم معرفة الأسواق بما تفعله الروبوتات يدفعهم إلى التساؤل عن سبب عدم امتلاكهم المعرفة ذاتها، ما يشجعهم على التعمق فى تطوير قدراتهم، وتطمح الشركة إلى التوسع فى قطاعات التصنيع وتجارة التجزئة وسلسلة التوريد كاملة، مع رؤية لدمج روبوتات متعددة الأنظمة تتشارك البيانات وتعمل بتناغم داخل بيئات العمل المعقدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى