أنور الصبّاح ضيف جومانا بوعيد في يلا نحكي
حلقة جديدة من برنامج «يلا نحكي» مع الإعلامية جومانا بو عيد، استضافت المنتج أنور الصبّاح في حوار غني ومكثّف، كشف خلاله عن رؤيته الخاصة لصناعة الدراما العربية، وتحدّث بصراحة عن محطات مفصلية في مسيرته الإنتاجية، والتحديات التي واجهها، إلى جانب خياراته الفنية التي شكّلت بصمة واضحة في المشهد الدرامي العربي، مؤكّدًا التزامه بتقديم أعمال تجمع بين النجاح الجماهيري والقيمة الفنية.
في إطلالة حوارية لافتة، قدّم الصبّاح قراءة واضحة لفلسفته الإنتاجية، مشددًا على أن الإيمان بالعمل بصمت يُعد من أبرز مفاتيح النجاح، حيث يفضّل أن يتحدّث الإنجاز عن نفسه بعيدًا عن الضجيج الإعلامي. وأكد أن سرّ نجاح شركة الصبّاح يكمن في العمل الجماعي وروح الفريق، معتبرًا أن أي مشروع درامي لا يمكن أن يرى النور دون تكامل الجهود بين جميع عناصره.
وتوقّف الصبّاح عند خصوصية السوق المصري، مشيرًا إلى أن الأعمال ذات الطابع الشعبي تبقى الأقرب إلى قلب الجمهور المصري، وغالبًا ما تحقق حضورًا جماهيريًا واسعًا، مستندًا إلى خبرة تمتد لأكثر من أربعين عامًا في إنتاج الدراما في مصر، حيث يعتبر نفسه جزءًا أصيلًا من هذا السوق الفني. وكشف في هذا السياق أن موسم رمضان 2026 سيشهد تقديم خمسة أعمال درامية مصرية من إنتاج شركة الصبّاح.
وعن التحديات الإنتاجية، أوضح أن مسلسل «بطلوع الروح» كان مشروعًا عالي التكلفة وصعبًا على مستوى الربحية، إلا أنه يبقى عملًا يعتزّ به ويعتبره محطة فنية مفصلية في مسيرته. كما تحدّث عن مسلسل «المدّاح»، كاشفًا أن الجزء القادم يحمل عنوان «أسطورة النهاية»، مع الإشارة إلى أنه قد لا يكون الجزء الأخير، في ظل النجاح الذي يحققه العمل.
وأشار الصبّاح إلى أن مسلسلات «الهيبة» و«2020» و«العتاولة» تُعد من الأعمال الأقرب إلى قلبه، لافتًا إلى أن «العتاولة» شكّل تحديًا حقيقيًا بسبب ضيق الوقت، إذ انطلق تنفيذه في نهاية شهر نوفمبر وعُرض في شهر مارس. كما استعاد تجربة «صالون زهرة» التي حققت نجاحًا لافتًا رغم التحفّظ الأولي عند انطلاق المشروع.
وفي مقاربته للمحتوى الدرامي، أكد الصبّاح حرصه على الابتعاد عن الأعمال ذات الطابع السياسي في لبنان، مفضّلًا التركيز على الدراما الاجتماعية والإنسانية. كما أثنى على مشروع النجمة ياسمين زيتون، واصفًا إياها بنجمة واعدة ستفاجئ الجمهور في موسم رمضان 2026 من خلال مسلسل «خمس أرواح».
وتطرّق الصبّاح إلى جرأة الطرح في مسلسل «أزمة منتصف العمر»، معتبرًا أنه من أكثر الأعمال جرأة على الساحة، مشيرًا إلى أن فريق العمل عمد إلى تسريع وتيرة الأحداث نتيجة التفاعل الكبير الذي أبداه الجمهور. كما عبّر عن سعادته بالنجاح الذي حققه عمرو سعد، مؤكدًا إعجابه بمسلسل «توبة»، إلى جانب رضاه عن التعاون مع حمادة هلال في «المدّاح»، مع وجود رغبة مشتركة في تقديم عمل جديد مستقبلًا.
وفي تقييمه للمشهد الفني، شدّد الصبّاح على سعيه الدائم لتقديم أعمال تنال إعجاب النقّاد والجمهور على حدّ سواء، معتبرًا أن الثنائيات الناجحة، مثل سامر البرقاوي وتيم حسن، تثبت حضورها في مختلف الأعمال. كما أشار إلى أن تغييب بعض الأسماء أحيانًا يكون قرارًا تجاريًا بحتًا، لافتًا إلى أن النجاح لا يرتبط بالأسماء وحدها بل بتكامل عناصر العمل. وختم حديثه بالإشارة إلى أن المايكرو دراما تدخل بقوة إلى المشهد الدرامي، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام صناعة المحتوى في المرحلة المقبلة.
واختُتمت الحلقة بتأكيد أنور الصبّاح على تمسّكه برؤية إنتاجية تقوم على التوازن بين الجرأة الفنية والمسؤولية تجاه الجمهور، مشددًا على أن نجاح أي عمل درامي لا يُقاس بالأرقام فقط، بل بقدرته على ترك أثر حقيقي ومستدام، في مسيرة تعكس خبرة طويلة وشغفًا متجددًا بصناعة الدراما.




