مقالات

53 عامًا من النهضة والعطاء.. الإمارات نموذجًا

عبدالرحمن عنايت مدير التخطيط الاستراتيجي W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية

بقلم: عبدالرحمن عنايت

في الثاني من ديسمبر من كل عام، تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، حكومة وشعبًا، بذكرى قيام اتحادها، وهو اليوم الذي تحقق فيه حلم الوحدة وأصبح واقعًا ملموسًا باتحاد الإمارات السبع تحت راية واحدة، وتأسيس دولة مستقلة وذات سيادة منذ عام 1971.
وفي اليوم الوطني الإماراتي الثالث والخمسين، نستذكر هذا اليوم التاريخي الذي بدأت به مسيرة الاتحاد، ورحلة النجاحات والإنجازات الاستثنائية التي تمثل مصدر فخر واعتزاز لكل إماراتي وعربي، فهي قصة دولة رسمت طريقها نحو المستقبل برؤية حكيمة وإرادة صلبة.
وتُعد الإمارات من أنجح التجارب الوحدوية التي ترسخت جذورها منذ تأسيسها، ويتميز نظامها بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بدعم من الانسجام والتناغم بين القيادات السياسية، ما جعل الإمارات في فترة زمنية قصيرة، قوة اقتصادية عالمية تحظى بتقدير وإعجاب العالم أجمع، وحققت إنجازات متنوعة في شتى المجالات، بدءًا من الفضاء وصولاً إلى الاقتصاد، ومن الطاقة المتجددة إلى البنية التحتية، مما يجعلها مصدر فخر لكل عربي.
ومن أبرز هذه الإنجازات، قيام رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي بأول مهمة عربية طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية، استمرت 6 أشهر، وتضمنت إجراء أكثر من 200 تجربة علمية، كما يُعد مشروع “مسبار الأمل” إنجازًا استثنائيًا آخر، إذ أسهم في إرسال بيانات علمية مهمة عن كوكب المريخ، ما يعكس ريادة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء.
كما تمضي الإمارات في تنفيذ استراتيجياتها الوطنية المتعلقة بالاقتصاد الأخضر، حيث تم تمديد “عام الاستدامة” إلى العام الحالي 2024 بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تأكيدًا على التزام الدولة بتطبيق أعلى معايير الاستدامة البيئية العالمية، وقد أثمرت هذه الاستراتيجيات عن نمو ملحوظ في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، حيث تجاوزت نسبة النمو 6.2% خلال عام 2023.
لقد صارت الدولة نموذجًا عالميًا لجذب الاستثمارات، وتصدرت قائمة المؤشر العالمي لريادة الأعمال لعام 2023، وحلّت في المرتبة الثانية إقليميًا بعد السعودية في استقطاب استثمارات رأس المال المخاطر للمشاريع الناشئة.
وبفضل بيئتها الجاذبة التي تشمل سياسات ضريبية مخفضة وإعفاءات جمركية، بالإضافة إلى بنية تحتية متطورة تضم موانئ عالمية مثل ميناء جبل علي وميناء خليفة، أصبحت الإمارات وجهة استثمارية بارزة، كما يجذب قطاع العقارات المستثمرين من كل دول العالم، إضافة إلى قطاع السياحة أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الإماراتي، فالإمارات اليوم وجهة سياحية عالمية مفضلة.
وشهدت العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تطورًا إستراتيجيًا في إطار رؤيتهما المشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيز علاقات التعاون التاريخية في مختلف المجالات تحقيقًا للمصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وحرصهما على دعم العمل الخليجي المشترك.
وتُعد الشراكة السعودية الإماراتية نموذجًا رائدًا ومتميزًا على المستويين الإقليمي والعالمي في التعاون، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بما يخدم مسيرة الازدهار والتنمية المستدامة، التي يشهدها البلدان الشقيقان، كما أن هذا الشراكة بين البلدين تمتد لتشمل التعاون الثقافي والاجتماعي والأمني، ما يعزز من مكانة البلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفي اليوم الوطني الـ 53، نهنئ قيادة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، متمنين لهم دوام التقدم والازدهار، واستمرار الروابط الأخوية التي تجمعنا وتعزز مسيرة التعاون المشترك.

*بقلم: عبدالرحمن عنايت
مدير التخطيط الاستراتيجي
W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى