سعودي يوثق العمارة النجدية بصناعة المجسمات التراثية بدقة

استطاع هاني العثمان، المصمم وصانع المجسمات التراثية، أن يحوّل شغفه بالعمارة النجدية والمباني القديمة إلى فن توثيقي يعكس هوية السعودية وتراثها المعماري.
في حديثه يؤكد العثمان أن رحلته في صناعة المجسمات بدأت كهواية أثناء دراسته، حيث كان ينفذ مشاريع مدرسية جذبته إلى عالم العمارة التراثية، ومع مرور الوقت، بدأ يتعمق في دراسة المباني القديمة، خاصة الطراز النجدي، مما دفعه إلى البحث عن أبرز المعالم المعمارية في مختلف مناطق المملكة.
واجه العثمان صعوبة في العثور على مراجع وكتب تحتوي على صور تفصيلية للمعالم التي يرغب في تجسيدها، وهو ما جعله يعتمد على التوثيق البصري من خلال زيارات ميدانية والتقاط الصور بنفسه لضمان دقة التفاصيل في مجسماته.
ويرى العثمان أن العمارة النجدية مرت بعدة مراحل زمنية، ولكل حقبة طابعها الخاص، ومن أبرز المعالم التي قام بتصميمها كمجسمات: قصر المصمك، وقصر سلوى في الدرعية، وقلعة كاف ومدائن صالح، وجبل الفيل وبير هداج في تيماء، وقصر الحكم في الرياض، وقصر الملك عبدالعزيز في المربع، وجبل منيخ في المجمعة
تقنيات البناء في المجسمات
يعتمد العثمان على مواد تحاكي البناء الحقيقي، حيث يستخدم الطين كدهان، وأخشاب الأثل للأبواب والنوافذ، إضافة إلى الفلين لتصميم هيكل المباني، كما يركز على إبراز النقوش والزخارف التي كانت تزين الأبواب والجدران، لتعكس أدق تفاصيل العمارة النجدية.
تحديات التوثيق
من أصعب التحديات التي واجهها العثمان هو توثيق بعض القصور الملكية القديمة في الرياض، مثل قصر الملك خالد، وذلك لعدم توفر صور كافية تساعده في تصميم المجسمات بدقة، فالتوثيق البصري عنصر أساسي في عمله، حيث يساعده على إبراز أدق التفاصيل في المجسمات، مما يسهم في تعريف الأجيال القادمة بالتراث المعماري للسعودية وفن صناعة المجسمات.
اهتمام متزايد بالعمارة النجدية
يؤكد العثمان أن هناك اليوم اهتماماً متزايداً بإحياء العمارة النجدية، كما هو واضح في مشاريع تطوير الدرعية، وحي الدحو، وقصر المصمك، ومدائن صالح، مما يعكس توجه المملكة نحو إبراز هويتها الثقافية والمعمارية.