في الذكرى الـ 49 لتأسيسها .. “آركو” تسابق الزمن لتخفيف المعاناة الإنسانية
تحتفل الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” يوم 25 يناير 2024م بالذكرى التاسعة والأربعين لتأسيسها؛ حيث إنها في 25 يناير 1975م قبل 49 سنة تم الإعلان عن تأسيسها وذلك في الاجتماع السابع للجمعيات العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بمدينة الرياض بمشاركة جميع الجمعيات الوطنية بما في ذلك جمعيات الصومال وموريتانيا ومندوبين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ورابطة الصليب الأحمر؛ وتم اختيار مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية مقراً دائماً للأمانة العامة للمنظمة؛ وتم وضع وإقرار النظام الأساسي والنظام الداخلي للمنظمة الذي حددت بموجبه اختصاصات الهيئة العامة واللجنة التنفيذية والأمانة العامة ؛ فيما تم إبرام اتفاقية المقر للمنظمة مع المملكة العربية السعودية ؛ وتشييد مبنى مقر الأمانة العامة للمنظمة بالحي الدبلوماسي ــ الرياض 2014م.
وهنأ أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري؛ الجمعيات والهيئات الوطنية ومنسوبي الأمانة العامة للمنظمة بذكرى تأسيس المنظمة؛ وقال: إن تأريخ المنظمة حافل بالانجازات والتحديات؛ سبعة عشر سنة من الحراك الإنساني الدؤوب بدءاً من 1957 إلى 1975 توجت بتأسيس جهاز عربي عمره الآن 49 سنة هو “المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر”؛ ومهمتها توحيد الموقف العربي في المحافل الإنسانية الدولية كالاجتماعات الدستورية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ وأهدافها العمل كجهاز دائم للاتصال والدراسة والتنسيق بين الجمعيات الوطنية العربية والجمعيات الأخرى؛ وتشجيع برامج التعاون الثنائية بين الجمعيات الوطنية؛ ودعم برامج التنمية والتطوير من أجل انجاح المشاريع المحقّقة لرسالة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ والاهتمام بالجمعيات الوطنية العربية الناشئة والجمعيات ذات الامكانيات المحدودة؛ وتبادل الخبرات وتنشيط الإعلام والمعلومات بين الجمعيات الوطنية؛ وتنسيق عمليات الاغاثة والاسعاف بين الجمعيات الوطنية العربية لمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية؛ والعمل من أجل التنسيق بين وجهات نظر الجمعيات الوطنية في القضايا الإنسانية وتحديد أساليب عرضها في المؤتمرات الدولية للحركة الدولية؛ وتطوير الرسائل والأساليب للتعريف بالمبادئ الأساسية للحركة الدولية ونشر القانون الدولي الإنساني والعمل من أجل السلام وحقوق الإنسان؛ ورسالتها “التأثير الفعّال الملهم والمعزّز لجميع النشاطات الإنسانية التي تضطلع بها الهيئات والجمعيات الوطنية. وتحقيق التنسيق والتكامل والمناصرة بين الهيئات والجمعيات الوطنية. وبينها وبين جماهير المتطوعين والمهتمين بالعمل الإنساني من مؤسسات حكومية وأهلية ومنظمات عالمية وداعمين للأعمال الإنسانية”.
وأضاف أمين عام المنظمة العربية : ونحن إذ نحتفل بهذه الذكرى؛ حري بنا أن ننوه بالدعم المتواصل من المملكة العربية السعودية للمنظمة؛ حيث إنه في عهد المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود تم استضافة مقر الأمانة العامة للمنظمة عام 1975 واستمر هذا الدعم السخي من حكومة المملكة ممثلة في قيادتها الرشيدة منذ ذلك الحين إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود.
وأستطرد قائلاً: تأتي هذه المناسبة على “آركو” تعزيزاً لدورها المرسوم في ذاكرة العمل الإنساني في المحيط العربي والاقليمي والدولي؛ وقد حرصت منذ إنشائها قبل 49 سنة على أن تكون سباقة إلى العمل الإنساني؛ وإذ تستشرف الأمانة العامة مسيرتها الزاخرة بالعطاء الإنساني والأيادي البيضاء؛ فإنها تؤكد على استمرار مبادراتها الإنسانية لتخفيف معاناة المتضررين من الكوارث والأزمات الإنسانية؛ بالتنسيق مع أعضائها من الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر؛ مع حرصها على ترسيخ أفضل معايير العمل الإنساني وتحسين مستوى الآليات لتواكب المشهد الإنساني المتغيّر باستمرار؛ وتسعى دائماً لتفعيل هذا الإرث الإنساني العظيم والعريق من خلال العديد من البرامج والأنشطة؛ مضيفاً أن المنظمة العربية تولي اهتماماً كبيراً بالعمل الإنساني لقناعتها بأنه لم يعد نشاطاً منفصلاً ومقتصراً على تلبية الاحتياجات الإنسانية والتعامل مع آثار الكوارث؛ بل توسعت مجالاته لتشمل مبادئ القانون الدولي الإنساني ؛ وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية؛ انطلاقاً من هذا المفهوم تعمل المنظمة على إثراء العمل الإنساني وتخفيف التداعيات الإنسانية من خلال مكوناتها من الهيئات والجمعيات الوطنية العربية ــ أعضاء المنظمة ــ وبالتنسيق مع بقية مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ والمنظمات والمؤسسات الفاعلة في ميدان الإنسانية.
وأردف “د. التويجري” قائلاً : خلال الـ 49 سنة الماضية نجحت الأمانة العامة للمنظمة العربية ومكوناتها من الهيئات والجمعيات الوطنية في تحقيق العديد من الانجازات التي تصب في خدمة العمل الإنساني وتخفيف معاناة الإنسان العربي؛ وقد حازت على أن تصبح عضواً مراقباً دائماً في المجلس الاقتصادي الاجتماعي لجامعة الدول العربية وعضواً أساسياً في لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك وكذا عضواً مراقباً رئيساً في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة؛ و؛ ومن أبرز هذه الانجازات :
ــ الانتصار للغة العربية وإدخالها كلغة عاملة رسمية في الاجتماعات الدستورية للحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في الخامس من أكتوبر 2006م، لتصبح اللغة الرسمية الرابعة المعمول بها الى جانب اللغات الثلاث الإنجليزية والفرنسية والإسبانية؛ حيث بذلت المنظمة جهوداً متواصلة حتى تمكنت من التوصل إلى قرار دولي لاعتماد اللغة العربية في الاجتماعات الدستورية، تم تطبيقه بدءاً من انطلاق فعاليات المؤتمر الثلاثين للهلال الأحمر والصليب الأحمر في جنيف، حيث أصبحت الترجمة الفورية لكافة الاجتماعات الدستورية ونشر وثائقها باللغة العربية، وكذا المراسلات في إطار الحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.
ــ المساهمة في تحقيق العضوية الكاملة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ وتثبيت آلية للنزاع بين الهلال الأحمر الفلسطيني ونجمة داود الحمراء الإسرائيلية من خلال ابرام مذكرة التفاهم بين الطرفين 2005م.
ــ إبراز التراث الإنساني العربي والإسلامي.
ــ تفعيل الدبلوماسية الإنسانية من خلال عقد المنظمة لقاءات دورية مع عدد من الجهات الدبلوماسية.
ــ تنسيق وبناء برامج الشراكة بين جمعيات الهلال الأحمر العربية وكذلك مثيلاتها من منظمات العون الإغاثي والإنساني.
ــ إقامة دورات تدريبية لبناء قدرات الجمعيات الوطنية في عدة مجالات.
ــ توقيع مذكرات تفاهم مع عدد من الجهات لتفعيل الشراكات الداعمة للعمل الإنساني
ــ التطوير المستمر لهيكلة الأمانة العامة للمنظمة؛ سعياً لتعزيز الاستجابة لمتطلبات العمل الإنساني وإدخال تقنية المعلومات لخدمة رسالة المنظمة.
ــ اطلاق مبادرة “آركو” للتشجير بالتعاون مع “مينازون” يوم 29 مارس 2021م؛ مساهمة منها في التوجه الدولي للاصحاح البيئي.
ــ اجازة انشاء صندوق للطوارئ والاغاثة 2022م.
ــ دعم ترشيحات الجمعيات الوطنية العربية لشغل المناصب الدستورية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ وقد حققت نتائج ايجابية بدخول عدد من منسوبي الهيئات والجمعيات الوطنية العربية لشغل مواقع متقدمة في الحركة الدولية.