هُنا «أخت آتون».. جولة في مركز زوار تل العمارنة بالمنيا: عاصمة مصر المحروسة بالجبال والنيل
تل العمارنة هي المدينة التي أنشأها أمنحوتب الرابع (الملك أخناتون) وكان اسمها «أخت آتون» أي «أفق أتون» واتخذها «أخناتون» عاصمة لمصر قديما، على بُعد نحو 60 كيلو مترا جنوب مدينة المنيا، و300 كيلو متر جنوبي القاهرة.
تقع تل العمارنة في منطقة مُحاطة بسلاسل الجبال من ثلاث جهات شرقا وشمالا وجنوبا، بينما يحدها نهر النيل من الغرب.
كانت «تل العمارنة» أول مكان انطلقت منه دعوة التوحيد في عهد «أخناتون»، وسُميت بعد ذلك بهذا الاسم نسبة إلى قرية بني عُمران أو «البدو العمارنة» الذين كانوا يُقيمون فيها
950 قطعة أثرية
يقول جوزيف قاصد، مدير مركز الزوار بتل العمارنة، إن مبنى المركز يقع على مساحة تبلغ 10 آلاف متر مربع جرى تخصيصها من المحافظة لصالح وزارة الآثار، ويتكون من طابقين يضم منازل أثرية ومنزل لعصر العمارنة الفرعوني، وبلغت تكلفة إنشاء المركز 34.5 مليون جنيه.
ويحتوي المبنى على كافيتريا وبازارات سياحية ومكاتب إدارية وحديقة مكشوفة. كما يضم المركز 950 قطعة أثرية ومنازل أثرية ومنزلًا لعصر العمارنة الفرعوني.
ويساهم مركز زوار تل العمارنة في تنشيط حركة السياحة الوافدة إلى المنطقة باعتبارها واحدة من أهم المواقع الأثرية بمصر، إذ تلقى الضوء على فترة حكم «أخناتون».
ويجري عرض مجسمات توضيحية للمقبرة الملكية لأخناتون وكذلك المنازل والقصور والمعابد الدينية في تلك الفترة، بالإضافة إلى مجموعة من نماذج ومجسمات لتماثيل الملك اخناتون والملكة نفرتيتي ورؤوس تماثيل لنفرتيتي، كما تحتوي واجهة المركز على نموذج لتمثال ضخم للملك أخناتون.
ولفت «قاصد» إلى أن المركز له دور كمؤسسة تواصل مجتمعي، وأنه ليس مكانا للعرض المتحفي لقطع أثرية أو زيارات مدرسية ورحلات فقط، ولكنه منارة للمجتمع، مثل المشاركات المجتمعية المختلفة، سواء أعياد دينية أو اجتماعية والاحتفال بكل عيد فيهم ومايميزه، وعمل لقاءات توعوية، وكذلك تنظيم ورش العمل عن الحرف التراثية
أنشطة وعروض للأطفال
وأشار مدير المركز إلى أن المكان يستقبل كل الفئات ومنهم ذوي الهمم، ونقوم بعمل أنشطة مميزة لهم حسب إعاقتهم.
وتابع «قاصد» أن عمل المركز يمتد إلى خارج أسواره، إذ يعقد لقاءات بالمدارس عن سلوكيات وأدبيات زيارة الأماكن الأثرية واحترام تاريخنا العظيم.
ويعقد المركز لقاءات عدة للشباب والأطفال، وهذا من أدواره الأصيلة في التواصل المجتمعي وتنمية المعرفة الأثرية والتاريخية وخاصة لأهالى قرية تل بنى عمران، حتى يتعرفوا على تاريخ منطقتهم، حتى يكونوا فخورين بها ويشاركون في المحافظة عليها.
ويشارك في حضور الفعاليات التي يجري تنظيمها أعضاء البعثة الإنجليزية العاملة بمنطقة تل العمارنة وعلى رأسها دكتور بارى كمب.
كما يتجمع أطفال قرية تل العمارنة والقرى المجاورة لمشاهدة أنشطة وشرح وافٍ لمحتويات المركز لتعريفهم بأهم الآثار التي تحتويها قريتهم والتي كانت عاصمة لمصر في يوم من الأيام حتى يكونوا فخورين بها ويشاركون في المحافظة عليها.
25 مقبرة منحوتة في الجبل
وتضم المنطقة 25 مقبرة منحوتة بالجبل الشرقى تخص كبار رجال الدولة والكهنة وهي مقابر كبيرة منقوشة بمواضيع دينية تمثل فن العمارنة ديانة اخناتون ومناظر للمباني الدينية في المدينة مثل المعبدالكبير والصغير ومنزل الملك أخناتون ونفرتيتي وبناتهما الستة، بالإضافة إلى المقبرة الملكية والتى تشبه في تخطيطها مقابر الدولة الحديثة بوادى الملوك وتقع داخل الجبل على بُعد 15 كم إلى الشرق من المدينة الأثرية.
أقرا ايضا: مصر..وفد سياحي من دولة ألمانيا يزور المناطق الأثرية بالمنيا
تلك المدينة التي أمر «أخناتون» بإنشائها تتكون من قصرين ملكيين (القصر الشمالي والقصر الجنوبي)، ومعابد آتون، والأحياء السكنية من منازل للنبلاء وقرية للحرفيين، والمقبرة الملكية التي تقع في الشمال الشرقي من المدينة، و25 مقبرة لكبار موظفي الدولة في عهد «أخناتون»، وحدّد الملك مدينته بأربعة عشر لوحة تعرف باسم «لوحات الحدود»