زهرة الغامدي لـ”ليلتي”: المملكة تشهد حراكًا فنيًا ملموسًا بدعم من القيادة
خاص:ليلتي
رأت الفنانة المعاصرة وأستاذة الفنون البصرية والتصميم، وعضو هيئة التدريس في جامعة جدة: زهرة الغامدي، أن نشأتها في منطقة الباحة ذات البيئة المميزة كان لها تأثير كبير في تشكيل هويتها الفنية، لافتة إلى أنها واجهت تحديات عدة في مسيرتها الفنية استطاعت التغلب عليها، ناصحة الفنانات والفنانين السعوديين، بالعمل بجد واجتهاد، والاستفادة من التجارب لتطوير مواهبهم وتحقيق النجاح.
وقالت الغامدي في حوار مع مجلة “ليلتي”: “بدايتي في منطقة الباحة تمثل نقطة انطلاق هامة في رحلتي الفنية. هذه المنطقة ذات بيئة طبيعية مميزة وثرية بالتراث والثقافة، وهو ما أثر بشكل كبير على تشكيل هويتي الفنية، فقد نشأت في جو يسوده التقاليد والقيم المحافظة، وهذا أثر على رؤيتي وتفكيري في الفن، مما جعلني أسعى إلى تجسيد الذاكرة والقصص من تجارب النساء في الحياة والحرف اليدوية في أعمالي الفنية”.
محطات فنية
وحول أهم المحطات في مسيرتها الفنية، والأعمال التي مثلت نقاط تحول بارزة في حياتها الفنية، قالت الغامدي: “يمكن أن أحدد بعض المعارض المحلية والعالمية التي شكلت نقاط تحول بارزة في مسيرتي، منها: مشاركتي في بينالي فينيسيا 2019، ومشاركتي في المتحف البريطاني 2017، وأيضا في متحف اللوفر في أبو ظبي 2023، إضافة إلى العديد من المشاركات المحلية والعالمية التي أثرت في مسيرتي الفنية بشكل كبير”.
وتحدثت الغامدي عن الرسائل الرئيسة التي أرادت توصيلها في أعمالها الفنية التي تعد رحلة غنية تُجسّد تجارب النساء في الحياة والحرف اليدوية، موضحة أن أعمالها تمثل تجسيدا للذاكرة والتاريخ المتشابكين مع الهندسة المعمارية التقليدية، وأن فنيتها تبدو كروايات معقدة للهوية الثقافية والذاكرة والفقدان، وتتجسد في أعمال موقعيه دقيقة التفاصيل مكونة من التراب والطين والصخور والجلود والماء.
وأضافت: “في مهنتي كأستاذة مشاركة في الفنون البصرية والتصميم في جامعة جدة، أدمج الرؤايا الفنية وتجاربي في رحلة تعليمية مغذية لطلابها.
تحديات الفن
وتطرقت زهرة الغامدي إلى التحديات التي واجهتها كفنانة سعودية، وكيف تغلّبت عليها، مبينة أن الرحلة الفنية تعد استكشافًا حسيًا لـ”الذاكرة المتجسدة”، وأنا أمثل تراثي الثقافي، ولا سيما جنوب غرب المملكة العربية السعودية، ومن خلال أعمالي، أهدف إلى إيقاظ روح الهندسة المعمارية الأثيرية التقليدية، وفحص تطبيقها ضمن إطارات معاصرة، وأرى دوري كمربية أنه يجب أن نشجع بيئة تعليمية تحفز الاستكشاف الإبداعي والتفكير النقدي، وتوجيه طلابي لتقدير التفاعل المعقد بين الثقافة والذاكرة والفن، مما يشعل رحلتهم لاكتشاف وتطوير أصواتهم الفنية الفريدة.
وتابعت قائلة: “كفنانة سعودية، واجهت تحديات متعددة في ظل التطورات السريعة في المجال الفني السعودي، لكن بالتفاني والإصرار تمكنت من تجاوزها وتحقيق نجاحات متميزة”.
واجهة حي جميل
وعن حصولها على جائزة تكليف واجهة حي جميل، وكيف ترى تأثير هذا العمل على مسيرتها الفنية، أعربت الغامدي عن فخرها بحصولها على جائزة تكليف واجهة حي جميل، وعدتها لحظة فارقة في مسيرتي الفنية، وقالت “شعرت بفخر وامتنان كبيرين، ورأيت أن هذا العمل يمثل بداية جديدة ومحفزة لمسيرتي”، لافتة إلى أن هذا التكليف يهدف إلى تعزيز الأفكار المتجذرة في التراث السعودي الفريد.
ولدى سؤالها عن مكونات العمل الفني الذي قدمته لواجهة حي جميل، والرسالة التي تسعى إلى نقلها من هذا العمل، قالت الغامدي: “حاولت في عملي لواجهة حي جميل، نقل رسالة تجمع بين التراث والحداثة، واستخدمت القماش والطين والألوان التي تعبر عن هويتنا الثقافية وتاريخنا، وقد استغرق تنفيذ هذا العمل مدة زمنية محددة وهي ثلاثة أشهر واشتمل على 400 قطعة”.
يذكر أن تكليف واجهة حي جميل هو برنامج سنوي يظهر اهتمام مؤسسة فن جميل بدعم الأعمال الفنية والثقافية لفنانين محليين وتقديمها للمجتمع، ويهدف التكليف المستوحى من موضوع سنوي إلى تعزيز الحوار مع برامج فنون حي التي تصوغها مؤسسة فن جميل، ويستجيب بشكل أساسي لخيوط البحث، وشبكات التأثير، والحراك الفني والتاريخي في المنطقة.
دعم الفن
وعن رؤيتها لمستقبل الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية، لا سيما في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به من قبل القيادة الرشيدة والمجتمع، قالت زهرة الغامدي: “رؤيتي لمستقبل الفن التشكيلي في المملكة تتمثل في مزيد من التطور والازدهار، وذلك بفضل الدعم الكبير الذي يحظى به المجال الفني من القيادة الرشيدة والمجتمع”، مشيرة إلى أن الحراك الفني الحالي في المملكة حاليا يشهد تطورًا ملحوظًا وازدهارًا ملموسًا، وهو ما يظهر التزام المجتمع بتطوير ودعم الفن المحلي.
العمل باجتهاد
وقدمت الغامدي في نهاية حوارها نصيحة للفنانات والفنانين السعوديين لصقل مواهبهم وتحقيق النجاح في مسيرتهم الفنية، وقالت: “أنصح الفنانات والفنانين السعوديين بالاستمرار في العمل بجد واجتهاد، والاستفادة من التجارب والفرص المتاحة لتطوير مواهبهم وتحقيق النجاح في مسيرتهم الفنية”.