فن

قصيدة لمياء للشاعر الإماراتي : فهد عبدالله الفرع

لَمْيَاءُ مَبْسَمُها يَرْوِي صَدَى الغُلَلِ
‏مَنْ ذَاقَ خَمْرَتَهُ لَمْ يَصْحُ مِنْ ثَمَلِ
مُضِيْئةُ الوَجْهِ قلب الوَرْدِ وَجْنَتُهَا‏
خلاصة الأَطْيَبَيْنِ المِسْكِ وَ العَسَلِ
‏فَتَّانَةُ اللَّحْظِ تَسْبِي السِّحْرَ سَوْرَتَه‏ُ
مَيَّاسَةُ القَدِّ سَكْر‏ى الغُنْجِ وَ الغَزَلِ‏
وَ اللَّهِ لَوْ سَالَ مِنْ هِجْرَانِهَا بَصَرِي
مَعَ الدُّمُوعِ وَحَانَ الحَقُّ مِنْ أَجَلِ‏ي
مَا كُنْتُ أَسْلُو هَوَاهَا قَيْد‏َ أُنْمُلَةٍ
أَوْ يَنْثَنِي لَحْظَةً قَلْبِي إلَى بَدَلِ
‏وَ اللَّهِ لَوْ عَلِمَتْ مَنْ سادنا لَسَعَتْ‏
إلَيَّ حَافِيَةً مَنْفُوشَةَ الخُصَلِ
بَلْ لَوْ رَأَتْ مَا بَلَغْتُ اليَوْمَ مِنْ شَرَف‏ٍ
بِحُبِّهِ لَمْ تُصِخْ يَوْمَاً إلَى عَذَلِ
مَنْ مِثْلُهِ لَوْ أَرَادَ الشَّمْسَ قَرَّبَهَا‏
مَحَامِدُ العِزِّ مِنْ أَخْلَاقِهِ‏ النُّجُلِ
وَ هِمَّةٌ لَا تَنِي عَنْ نَيْلِ مَفْخَرَة‏ٍ
مَحِلُّهَا فَوْقَ‏ سَقْفِ الفَرْقَدَيْنِ عَلِي
‏شَيْخُ الصَّنَادِيدِ طُرَّاً مَنْ لَهُ رَكَعْتْ
بِيْضُ الوُجُوهِ وَ خَرَّتْ أَشْرَفُ القُلَلِ
كَأَنَّمَا يُوسُفُ الصِّدِّيقُ طَلْعَتُهُ
تُنْسِي الهُمُومَ وَ تَشْفِي القَلْبَ مِنْ عِلَلِ
أَوْ المَلِيكُ سُلَيْمَانُ الَّذِي خَضَعَتْ‏
لِأَمْرِهِ الْأَرْضُ مِنْ حُبٍّ وَ مِنْ وَجَلِ
بَحْرُ الْفَضَائِلِ مَا بَارَاَه ذُو شِيَمٍ
فَاتَتْ صَغِيرَتُهَا شَأْوَاً فَلَمْ تُنَ‏لِ
إلَّا اخْتَفَى كَالنُّجُومِ الزُّهْرِ حِينَ بَدَا
بَدْرُ التَّمَامِ دُجَىً فِي أَجْمَلِ الْحُلَلِ
‏تُتْلَى مَنَاقِبُهُ لِلنَّاسِ مِنْ صُحُف‏ٍ
قَدْ خَطَّهَا الفَضْلُ فِي آبَائِهِ الأُوَلِ
‏خَلَائِقٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ قَدْ نَزَلَتْ
وَ بَشَّرْتَ بِعُلاها أَعْظَمُ الرُّسُل‏ِ
زُرْ دَارَهُ تَلْقَهُ أَزْكَى الوَرَى نَسَبَاً
وَ أَطْهَرَ النَّاسِ عَرْضَاً كَالكِتَابِ تُلِي
مَنْ ضَاقَ بَحْرُ الْأَمَانِيْ عَنْ نَدَاهُ وَ مَنْ‏
فِي مُدَّهِ تَغْرَقُ الدُّنْيَا مِنْ الأَزَل‏ِ
تَلْقَ الْعُيُونَ إذَا هَلَّتْ مَكَارِمُهُ
حَيْرَى لِمَا أَبْصَرَتْ وَ القَلْبَ فِي شُغُلِ
دَارَ الإمَارَاتِ دَارَ السَّعْدِ تَحْسَبُهَا
لِنُبْلِهَا مِلَّةَ التَّوْحِيدِ فِي المِلَل‏ِ
سَبْعٌ مِنْ الدُّرِّ صَاغَتْ عِقْدَ غَانِيَة‏ٍ
عَنْ سِحْرِهَا فِي‏ رِقَابِ الغِيْدِ لَا تَسَلِ
كَأَنَّهُنَّ يَوَاقِيتٌ تَوَسَّطُهَا
المَاسَةٌ مَا لَهَا فِي الْحُسْنِ مِنْ مَثَلِ
عَلَى البِلَادِ الَّتِي عَزَّتْ لَهَا شَرَفٌ
تَغَارُ مِنْ عِزِّهَا الكُبْرَى مِنْ الدُّوَل‏ِ
قُلْ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ اللَّحَاقَ بِهِ
لَنْ تُدْرِكُوا بَعْضَ مَا قَدْ حَازَ مِنْ أَمَلِ
مَا رُمْتُمُ غَيْرَ‏ مَا عَابَتْ شَمَائِلُهُ
أَنَّى لَكُمْ‏ بِعُلُوِّ النَّجْمِ أَوْ زُحَلِ
مُحَمَّدٌ فِي كِرَامِ النَّاسِ قَاطِبَةً
شَأْنَاً كَمِثْلِ سَوَادِ العَيْنِ فِي المُقَلِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى