ثلاثة طلاب من السعودية يحصلون على منحة رودس ترست التعليمية في جامعة أكسفورد
اختارت “رودس تراست” ثلاثة طلاب متفوقين من السعودية هم هيفاء العرفة ومحمد الوليعي ويوسف بخاري للحصول على منحتها التعليمية المرموقة لهذا العام. وسينضم الفائزون إلى مجموعة تضم أكثر من 100 باحث من جميع أنحاء العالم لمباشرة الدراسات العليا الممولة بالكامل في جامعة أكسفورد بداية من أكتوبر 2024. وسيصبح الفائزون الثلاثة جزءًا من مجتمع قوي من الشباب المصمم على إحداث تحول إيجابي في العالم بأسره.
وتعتبر منح رودس للدراسات العليا، التي تأسست في جامعة أكسفورد عام 1903، من أبرز وأعرق برامج المنح في العالم، حيث توفر الدعم المالي والفرص الأكاديمية للخريجين المتفوقين. أما برنامج المنح الدراسية في المملكة، فقد تأسس في عام 2018، بتمويل من السيد محمد العقيل للمنحة الأولى، وتم إضافة منحة ثانية عام 2020 بتمويل من أبناء عبد الرحمن العقيل، الشركاء والمؤسسين لمكتبة جرير، بدعم وتشجيع من وزارة التعليم السعودية. وجدير بالذكر، أن التعليم يمثل أحد أبرز الركائز الرئيسية لرؤية 2030، التي ترسم ملامح المستقبل الباهر والطموح للمملكة. ومن شأن هذا البرنامج تمكين الطلاب والطالبات من مختلف أنحاء المملكة من صقل مهاراتهم وإثراء معارفهم في المجالات التي ستساعد المملكة على تحقيق مستهدفاتها في إطار رؤية 2030. وفي هذا العام، تمكنت السعودية في ظل هذه الظروف الاستثنائية من توفير منحة رودس الثالثة.
وتسمح منح “رودس تراست” للطلاب من جميع أنحاء العالم التقدم بطلب للحصول على منحة الدراسات العليا، ويجد الكثيرون أن المشاركة في عملية الاختيار تجربة إيجابية ومجدية كونها تخولهم الحصول على الدعم المالي وتوفر لهم فرصة فريدة لإحداث تحول في حياتهم وفي العام بأسره.
وتحرص رودس على اختيار الشباب المتفوقين أكاديميًا والقادة أصحاب القيم والفكر والشخصية القوية الذين لديهم حافزًا قويًا لمعالجة التحديات العالمية الإنسانية والعمل المتواصل من أجل مستقبل أفضل. وتتولى لجنة دولية مكونة من خبراء وقادة بارزين في مجالات متنوعة إجراء اختبارات صارمة ودقيقة تشتمل على مراحل من المراجعة والتقييم، وإجراء مقابلات نهائية مع المرشحين المتأهلين.
يتمتع الحاصلون على منح “رودس تراست” الدراسية على اختلاف تخصصاتهم واهتماماتهم، بالإصرار والتفاني على إحداث فرق ملموس وبرؤية ثاقبة وملهمة حول كيفية جعل العالم مكاناً أفضل للعيش. وسيواصل الفائزون هذا العام بتقديم مساهمات إيجابية ومتميزة.
– هيفاء العرفة أخصائية نفسية إكلينيكية حصلت على بكالوريوس العلوم في علم النفس الإكلينيكي من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض عام 2022. ونالت مؤخرًا ترخيص إكلينيكي بعد فترة تدريب في مدينة الملك عبد العزيز الطبية ومستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال، حيث عملت مع الأطفال والكبار. وتكرس هيفاء وقتها كمتطوعة في مؤسسة احتواء التطوعية، وهي منظمة غير ربحية توفر الملابس والمواد الأساسية للمحتاجين. ستتقدم هيفاء بطلب لمتابعة الماجستير في دراسات التنمية بجامعة أكسفورد.
– محمد الوليعي هو طالب في السنة الأخيرة بجامعة بوسطن متخصص في الهندسة الطبية الحيوية مع التركيز على تكنولوجيا النانو. يجري حاليًا بحثًا حول استراتيجيات جديدة لتعزيز تجديد الأنسجة العصبية بعد إصابة الجهاز العصبي المركزي. لقد عمل في نظام الرعاية الصحية السعودي كمتدرب في شركة برايس ووترهاوس كوبرز، وهو رئيس النادي الثقافي السعودي بجامعة بوسطن، ومن أبرز هواياته كرة القدم والمشي لمسافات طويلة وتسلق الصخور. سوف يتقدم بطلب دراسة الماجستير في العلوم الهندسية بجامعة أكسفورد.
– يوسف بخاري حاصل على بكالوريوس العلوم الاجتماعية مع مرتبة الشرف في العلوم السياسية من جامعة أوتاوا عام 2021 والماجستير في الشؤون الدولية من كلية إليوت للشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن عام 2023. ويعمل حاليًا كمسؤول سياسي في الديوان الملكي بسفارة السعودية في واشنطن العاصمة. ويعتزم التقدم بطلب دراسة الدكتوراه في العلاقات الدولية، مع التركيز على الردع النووي وهيكلة القوة النووية.
وبهذه المناسبة، قالت الدكتورة إليزابيث كيس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة رودس تراست: “متحمسون لرؤية المواهب الفائزة في منحة رودس هذا العام، القادمون من بلدان مختلفة حول العالم. لقد تمكنا على مدار 120 عامًا من استقطاب طلاب استثنائيين إلى جامعة أكسفورد وبناء مجتمع عالمي ديناميكي، وندرك أنه حين يجتمع أشخاص من ثقافات متباينة، ولكن متشابهة في طموحاتها، يمكننا صياغة مستقبل أكثر إشراقًا للأفراد والعالم”.
بدوره، قال البروفيسور كريستيان ساهنر، الأمين العام لمنح رودس في السعودية: “إن هيفا ومحمد ويوسف جميعهم شباب استثنائيون ويستحقون هذه الفرصة الرائعة. وقد أبدت لجنة الاختيار إعجابها الشديد بإنجازاتهم السابقة، وثقتها بالتحول الإيجابي الذي سيحدثانه في المملكة والعالم أجمع في المستقبل”.
تلتزم رودس تراست بضمان التنوع الثقافي والفكري العالمي لأنه يمثل إحدى أبرز قيم رودس هاوس، التي عمدت في السنوات الأخيرة إلى توسيع منحة رودس التعليمية لتشمل دولًا جديدة في غرب وشرق أفريقيا والصين وإسرائيل والسعودية وسنغافورة وماليزيا وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين والإمارات.