معابد الكرنك المصرية تستعيد “بريقها “
تشهد معابد الكرنك تنفيذ مجموعة من المشروعات الضخمة منها؛ تجميع أحجار تمثال رمسيس الثانى الضخم وإعادة تركيبه أمام الصرح الثانى لمعابد الكرنك، والذى يبلغ ارتفاعه 9 أمتار ومنحوت من أحجار “الجرنيت الوردى” .. وإعادة تركيب الكتل الحجرية الخاصة بالحائط الغربى للفناء الذى يتوسط الصرحين السادس والسابع، والذى يطلق عليه فناء خبيئة معابد الكرنك.
كما يعمل المركز الثقافى المصرى الفرنسى، فى أكثر من موقع جنوب شرق البحيرة المقدسة، إضافة إلى المشروع الأكبر لترميم صالة الأعمدة الكبرى.
ترميم صالة الأعمدة الكبرى
قال صلاح الماسخ، مدير معابد الكرنك: إن مشروع ترميم صالة الأعمدة الكبرى يجرى بأياد مصرية خالصة عن طريق نخبة من المرممين الأثريين، مشيرًا إلى أن فكرة المشروع بدأت بزيارة د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، الأولى للأقصر فى إطار الاستعدادات لافتتاح طريق الكباش، وأثناء تفقده لمعابد الكرنك شاهد إحدى “السقالات” المستخدمة فى ترميم “تاج” عامود فى صالة الأعمدة العظيمة وشاهد جمال الألوان بعد ترميم التاج فوجه فورًا بتنفيذ مشروع ضخم لترميم جميع الأعمدة بالصالة التى يبلغ عددها 134عامودًا .. وتم بدء العمل منذ أكثر من عامين وتم الانتهاء من ترميم 32 عامودًا من الناحية الجنوبية وجار استكمال باقى الأعمدة وتشمل الأعمال: تنظيف وإزالة السناج والاتساخات من النقوش لإظهار الألوان والرسوم والزخارف التى ترجع إلى عصر “الرعامسة” بشكل يعيد إليها جمالها ورونقها.
ملوك مصر العظماء
ولفت إلى أن إنشاء هذه الصالة يعود إلى مجموعة من ملوك مصر العظماء: “حور محب ورمسيس الأول وسيتى الأول ورمسيس الثانى ورمسيس الرابع والسادس والسابع” .. وتحتوى الصالة على مجموعة من الأعمدة المنقوش عليها المناظر ذات الألوان والرسومات والنقوش والزخارف الرائعة التى تظهر عظمة المصرى القديم خلال تلك الفترة من التاريخ القديم.
التنفيذ بأياد مصرية
أضاف عبد الخالق عبد الحميد، مدير عام منطقة آثار الكرنك، أن هذا المشروع يُعد الأضخم الذى يجرى فى معابد الكرنك بأياد مصرية خالصة، ويبلغ عدد المشاركين فيه 115 من الأثريين والمرممين منهم طلبة كليات الآثار ومعهد الترميم ومهندسين وعمال يعملون طوال الوقت دون توقف.
وقال: إن ما يسترعى الانتباه وجود عدد كبير من المرممات المصريات الأقصريات يعملن فوق السقالات بمهارة عالية وخبرة كبيرة.
أقرأ ايضا : وزير السياحة والآثار المصرى يفتتح متحف إيمحتب بمنطقة سقارة الأثرية بعد الانتهاء من مشروع تطويره
كما يتابع المشروع الكبير د. مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء ويشرف عليه قطاع الآثار المصرية، ومن المتوقع أن ينتهى العمل فيه نهاية العام الجارى.
إعادة تركيب حائط “خبيئة الكرنك”
أشار صلاح الماسخ، مدير معابد الكرنك، إلى تنفيذ أكبر مشروع لإعادة تركيب الكتل الحجرية الخاصة بالحائط الغربى للفناء الذى يتوسط الصرحين السادس والسابع ، والذى يطلق عليه فناء خبيئة معابد الكرنك التى تم الكشف عنها عام 1903 بواسطة المعمارى الفرنسى جورج لوجران وتضمنت العثور على 800 تمثال كبير و14 ألف تمثال صغير أغلبها من البرونز تخص معابد الكرنك .
أهم الاكتشافات الأثرية
أضاف إن خبيئة الكرنك تعد أحد أهم الاكتشافات الأثرية للحضارة المصرية القديمة والمعروفة لدينا فى مدينة الأقصر وتخص معابد الكرنك.
ولفت مدير المعابد إلى أن قصة خبيئة معابد الكرنك ترجع إلى قيام كهنة معابد الكرنك بحفر حفرة ضخمة بداخل الفناء الذى يتوسط الصرحين السادس والسابع وقاموا بتجميع كل التماثيل والقطع النفيسة المتواجدة بمعابد الكرنك ووضعوها في هذه الحفرة و قاموا بتغطيتها حفاظًا عليها من لصوص الآثار .. موضحا أن أغلب هذه القطع متواجدة الآن بالمتحف المصرى بالقاهرة ومتحف الأقصر ومتحف اللوفر بباريس.
أجمل القطع الأثرية
وكشف عن أن أجمل القطع فى هذه الخبيئة تمثال للملك العظيم تحتمس الثالث من حجر “الشيست” وهذا التمثال موجود الآن فى متحف الأقصر ويعد من أجمل التماثيل في الروعة والجمال.
إشادة محلية وعالمية
أشاد أيمن أبو زيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية الأثرية، بالمشروعات المنفذة بمعابد الكرنك وأهمها ترميم صالة “الأعمدة الكبرى” قائلا: إنه من الانجازات التى تحققت فى مجال الآثار مؤخرًا، حيث يتيح استعادة مجد “صالة الأعمدة القديمة” والتى تعد أعرق وأكبر “صالة أثرية” فى العالم، ويظهر جمال الألوان والنقوش والرسومات التى اختفت من أثر الاتساخ منذ قديم الزمن، ويتيح للسائحين الاستمتاع بمجد طيبة بالكرنك، مشيرًا إلى أنه تمت الإشادة أكثر من مرة من السائحين الزائرين لمعابد الكرنك بجمال النقوش والألوان التى شاهدوها خلال عمل المرممين.